الإعلامي "عاطف كامل" وقناة ( CTV ) ورسالة إلى إيليا ثروت باسيلي
بقلم / جرجس بشرى
بعد الضجة الكبيرة والغضب القبطي العارم ً ضد قناة CTV " " مؤخرا ً بسبب محاولة المساس بالخصوصية الكنسية والدينية للقناة ، عبر تغيير سياسة برنامج " في النور " الذي يُعد من أهم برامج القناة ، وبعد تغيير شعارها ، كان رد فعل المالكين للقناة حكيما وعقلانيا وشجاعا يؤكد على إعتراف بخطأ ومحاولة تصويبه وبسرعة وكذلك احترام لمطالب الأقباط الغاضبين وللهدف الرئيس الذي أسست من أجله قناة CTV ، والذي أكده وبنفسه الدكتور ثروت باسيلي وقت تأسيسها بقوله بالنص أن القناة " قبطية " يمتلكها قداسة البابا شنودة الثالث ويديرها ويرشدها ، ويعلمها ، إشارة إلى إدارتها وإرشادها روحيا بالشكل الذي يتناسب ويتوائم مع هدف الأصيل الذي قامت عليه ، لأن ملكية القناة عمليا ً لورثة المرحوم المناضل البار "ثروت باسيلي " .. أي الأستاذ إيليا باسيلي وإخوته المحترمين ، ولا يجب أن يفكر أحداً ولو للحظة أن غضب الأقباط كان لكون مذيع برنامج في النور وهو الإعلامي الوطني المحترم " أشرف عبد المنعم " مسلما ً ، بل كان بسبب محاولة الإنقلاب ــ دون قصد ــ على الهوية القبطية الكنسية للقناة العريقة التي قال عنها قداسة البابا العلاَّمة الأنبا شنودة الثالث أنها " ولدِت عِملاقة " ، وإن كان بعض الأقباط الغاضبون الشائطون هاجموا أشرف عبد المنعم إستنادا لهويته الدينية فهم مخطئون ، ولكن السؤال المهم الذي ربما يجول في أذهان الكثيرين ومن واجبنا أن نكشف عنه وهو : ما هي كواليس تأسيس هذه القناة العملاقة ؟ ومن كان لهم أدوارا في ظهور للنور لتصل القداسات والترانيم والعظات وكذلك الوعي السياسي والحقوقي في أمور تتعلق بالمواطنة إلى كل بيت وقارات عديدة ؟ وهنا لأبد أن اسجل للتاريخ الدور الذي لعبه الإعلامي المصري المخضرم " عاطف كامل " لتظهر القناة إلى النور ، فلقد كان عاطف كامل هو صاحب فكرة تأسيس القناة ، حيث قام بعرض الفكرة أولاً على مجموعة من الأساقفة الأجلاء ، وكان وقتها مسئولاً عن إدارة المركز الأرثوذكسي لقناة ( Sat 7 ) ، وبعد عرض الفكرة ظهرت قناة أغابي ، ولكن تمسك عاطف كامل بفكرة وجود القناه لم يثنه عن المحاولة لكي تظهر للنور ، لدرجة أن قداسة البابا شنودة الثالث سمح له بعرض فكرة القناة على سيمينار أساقفة وكهنة المهجر بنيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية وسافر وقت الإعلامي عاطف كامل بالفعل على نفقته الخاصة ، وبعدها أقترح عليه أحد الأباء الأساقفة الأجلاء عرض الفكرة على الدكتور ثروت باسيلي ( نيح الله روحه الطاهرة ) وكان وقتها الدكتور ثروت باسيلي وكيلا للمجلس الملي العام ، كما كان من المقربين والمحببين لقلب البابا شنودة الثالث ، كما أن حبه لقداسة البابا شنودة الثالث كان عجيبا ً وقد أكد لي ذلك بنفسه في حوار أجريته معه ، بجانب خدمته الكنسية العظيمة والإجتماعية ووتفانيه في خدمة مصر ، وقد عرض بالفعل عاطف كامل الفكرة على الدكتور ثروت باسيلي في وجود قداسة البابا شنودة الثالث ، وما كان من الدكتور ثروت باسيلي إلا أن تحمس وبسرعة للفكرة وشجعها ، وألقى عليه عبء ومسئولية إدارة القناة من الناحية الفنية ، وتم بالفعل تأسيس القناة وقتها في مدة لم تتجاوز الأربعون يوما !! ونجحت القناة ، وربما لتعارض في الرؤى الإعلامية بين الأستاذ إيليا ثروت باسيلي والإعلامي عاطف كامل انسحب عاطف كامل من القناة بعد قرابة عدة شهور من تأسيسها ، وبعد ذلك واصلت القناة نجاحها بفعل البنية التحتية الفنية التي وضعها عاطف كامل وبمجهودات من أتوا بعده واستطاعت القناة بمهنيتها وإدارتها الحكيمة تحت إدارة إيليا ثروت باسيلي وإخوته أن تحفر اسما في عالم الإعلام بحق ، وحققت نجاحات باهرة واكتسبت مصداقية كبيرة لدى المسئولين والجماهير ، عبر برامج مهمة وفنيين وإعلاميين يتمتعون بدرجة عالية من الكفاءة ، وأنا هنا ومن واجبي الضميري وعيرتي وحبي لهذه القناة وللمرحوم الدكتور ثروت باسيلي أطالب إدارة قناة ctv و الأستاذ إيليا ثروت باسيلي المدير التنفيذي للقناة ــ تحديداً ــ وهو شخصية أثق في وطنيتها وإداراتها الناجحة ووعيها بعودة الإعلامي عاطف كامل إلى بيته ( ctv ( ؛ لماذا لا تطالبون الإعلامي عاطف كامل بالعودة مُجدداً ليكون ضمن كوادر فريق قناة ctv ؟ ومطلبي هذا ليس نوعاً من الإرغام بل ربما تكون له وجاهته لأن عاطف كامل رجل أولا صاحب فكرة تأسيس القناة ، وأحد أهم الكوادر التي تأسست القناة على أكتافها ، ولأن الرجل كان مصدر ثقة بجانب كفاءته العالية للمرحوم ثروت باسيلي فهو رجل من عبق ونتاج إختيارات والدكم ، الذي كانت رؤيته الإدارية ثاقبة وواعية في إسناد مهمة إدارة القناة إليه من الناحية الفنية ، كما أنه إعلامي محترف مهنيا وأمين ويتمتع بمحبة جماهيرية عالية لدى الجميع ، مسلمين ومسيحيين ، لماذا لا يعود عاطف كامل ويسند إليه برنامج " في النور " مثلا وهو يستطيع مواصلة نضال وحرفية ومهنية زملائه الأفاضل السابقين بنجاح كبير ، فأنا أثق أن إيليا باسيلي رجل يقدر الوفاء ويقدر تماما إختيارات والده ويرفعها فوق كل إعتبار لأنها كانت إختيارات صحيحة .. فهل يفعلها إيليا باسيلي ؟!! ولو فعلها في رأيي سيكتسب مزيدا من المصداقية والتقدير لدى الجميع ولن يخسر بل ولن يندم قط ...** هذا المقال نقلا عن جريدة الأمة
وهايفضل شعار سي تي في ربنا موجود
ردحذف