المصرية نت المصرية نت

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

إيليا باسيلي ..ومحاولة الإنقلاب على هوية "ctv " !!

إيليا باسيلي .. ومحاولة الإنقلاب على هوية "ctv " !!

جرجس بشرى
بقلم / جرجس بشرى
كان حلما ًكبيرا ً لدى كثير من الأقباط في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك أن تكون لهم قناة مسيحية ُتعبر عنهم في ظل التجاهل المُتعمد لمعتقداتهم وطقوسهم وقضاياهم في وسائل الإعلام الحكومية،وسط حالة من التغول غير المسبوق للتيارات المتشددة كالإخوان في مفاصل الدولة ، ولقد أنعم الله سبحانه على الأقباط بتحقيق هذا الحلم عبر رجل بار قديس معطاء وهو المرحوم ثروت باسيلي الخادم الأمين والمناضل الشجاع والوطني حتى النخاع ، بتأسيس قناة ctv عام 2007، لتكون أول قناة رسمية تعبر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة ، وبالفعل قامت القناة على أكتاف مجموعة من الإداريين والإعلاميين والصحفيين والفنيين والعاملين المخلصين تحت قيادة الدكتور ثروت باسيلي ، وقد تباركت القناة بالبابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث الذي كتب شعارها بيده المباركة " ربنا موجود " وهو شعار اقترحه الإعلامي المهني المحترم " عاطف كامل " ، ولقد نجحت القناة نجاحاً منقطع النظير، ووصلت القداسات والطقوس والترانيم والعظات كل بيت مسيحي في مصر وغالبية بلدان المهجر ، كما نجحت بُجرأة يحسدها عليها الكثيرين في التعبير عن أقباط مصر دون تهويل أو تهوين في كل المشكلات التي تعرض لها الأقباط من حرق لمتاجرهم واعتداءات جماعية على منازلهم ودور عبادتهم من قبل متطرفين لا يمثلون جوهر الإسلام السمح ، كما التزمت بدورها الوطني كمدافع شرس وبلا هوادة عن مصر وجيشها وشرطتها وسيادتها عبر برامج ومواد إعلامية تعبر عن كل المصريين ومطالبهم دون تمييز ، وكان يضرب بالقناة المثل في المهنية والموضوعية والحيادية والجرأة لدرجة أن قداسة البابا تواضروس ذاته قال نريد أكثر من قناة كنسية ، وبعد انتقال الدكتور ثروت باسيلي إلى السماء ، بدأت القناة تنحرف ببطء عن هدفها الرئيسي ، لدرجة أن لاحظنا قامات إعلامية بارزة ومحبوبة غادرت القناة ، وجيء ببعض الأشخاص وبعدها بدأت تنحدر القناة أكثر بعيداً عن هدفها الرئيسي وهويتها المسيحية ، وبدأ إغتيال حلم المرحوم ثروت باسيلي إغتيالاً ناعما ً حتى وصل هذه الإغتيال للحلم ذروته بإستهداف مباغت لهويتها المسيحية التي أؤتمنت عليها عائلة الدكتور ثروت باسيلي الكريمة ، حيث فوجئنا وصُدمنا جميعا أو قل أغلبيتنا وكانت صدمتنا مروعة لحد الفجيعة بوجود إعلان لتولي الكاتب الصحفي المحترم " أشرف عبد المنعم " مسئولية تقديم برنامج " في النور " الذي كان بحق متنفساً حقيقياً للأقباط في الداخل والخارج بل ومتنفساً لكل المصريين ، لما تمتع به البرنامج من جرأة ومصداقية وإحترافية في الإعداد والتقديم ، وهنا أعلن أقباط مصر غضبهم ولكي أكون صادقاً ومنصفاً وأنا أيضاً معهم ، بسبب هذا التفريغ والتجريف الصادم لمحتوى برنامج يُعد من أهم البرامج في القناة على الإطلاق ، ولقد وصلت حالة الغضب القبطي على السوشيال ميديا إلى حد المندبة ، عندما شاهد الأقباط لأول مرة بالفعل الحلم يتحول إلى كابوس مزعج وُيغتال إغتيالاً ، وفي رأيي ودون أدنى مبالغة ليست المشكلة في أن مقدم البرنامج مسلم ، فكلنا مصريون ، ولكن الكارثة هنا في رأيي أن البرنامج المذكور يتطلب وبالضرورة صفات خاصة في من يقدمه، أولها أن يكون مسيحياً أرثوذكسياً لأن المحتوى الإعلامي لمفردات بعض المواد الإعلامية بالبرنامج تتطلب أن يكون مقدمه مُلماً تماماً بمصطلحات طقسية وعقيدية ومسميات ما بداخل الكنائس والهيكل وخلافه بمسمياتها الكنسية الصحيحة ، حتى يكون مقبولاً من المشاهد ، وأيضا لأن المشاهد تعود كما قالت الإعلامية دينا عبد الكريم أن يرى على الشاشة شخوصاً تكلمهم بلغتهم ، وأبرز دليل على ذلك حالة الإرتباك الشديدة التي رأيناها على مقدم البرنامج الإعلامي أشرف عبد المنعم والذي لم يستطع في بعض العبارات وهو على الهواء التفرقة بين المئذنة والمنارة وقال " مئذنة الكنيسة " بجانب طريقته في مخاطبة المسئولين والتي كانت تتخذ طابع الإستجداء لبناء منارة في الكنيسة بقوله " مرة عديها " ومرة " علشان خاطرنا عديها " بل وقال لأحد المتصلين هي المنارة بتاع الكنيسة زالوها ولا لسه ؟ والعجيب أننا رأينا في حلقة الأمس الإعلامي أشرف عبد المنعم بيقول كلام عجيب وهو يخاطب الأقباط على شاشة ctv مثل قوله : " أنا كمسلم جاي أقول لكم اللي متقدروش تقولوه " وهذا الكلام يعتبر بمثابة إهانة كبرى للأقباط والمسلمين معا لأن طول عمر مسلمي مصر الشرفاء بيدافعوا عن حقوق الأقباط كما أن الأقباط ومقدمي البرامج السابقون على القناة لم يكونوا عاجزين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة بكل قوة وجرأة على أرضية وطنية بحتة ، وكأنه يوحي إليهم بأنه هو المخلص القادم إليهم على الشاشة ! والحق أقول أن اعتراضي ليس على كون مقدم البرنامج مسلما كما ذكرت ، ولكن أعتراضي هنا يكمن في أن قناة ctv لها هويتها الدينية الخاصة " فهي قناة مسيحية أرثوذوكسية " ، كما أن اعتراضي أيضاً على محاولة طمس هوية القناة تدريجياً تحت ستار التغيير ، فأنا شخصياً مثلاً أو أي مسيحي مهما علت مهنيته أو احترافيته أو حب المسلمين له لا يمكن أن يقدم برنامجاً على قناة تابعة رسمياً للأزهر الشريف ، لأسباب كثيرة منها عدم الإلمام بالشأن الإسلامي ومفرداته بشكل كامل وهو يُفقد التواصل الذهني السليم مع المشاهد ، ويؤدي إلى فقدان الثقة تدريجياً في البرنامج ! ولقد سمعت أمس ردود الأستاذ إيليا ثروت باسيلي على موجة الغضب القبطية ضده بسبب ما وصفه الأقباط على السوشيال ميديا إنحرافه عن سياسة وتاريخ والده البار ثروت باسيلي عند تأسيسه للقناة ، وحقيقة لم اقتنع أنا ولا المشاهد بتبريراته لأنها غير منطقية ، فهو أكد أن التغيير هو الشيء الثابت في الحياة وأنا أقول له ليس التغيير تغيير في الوجوه فقط أو الكراسي أو الديكورات لتنجح وتتطور القناة ، بل أن التطوير والتغيير الحقيقي يكمن في التغيير في المحتوى والإمعان في التأكيد على الهوية أكثر للقناة ، كما أنه قال أنه قال أنه يجب أن يكون الإستناد للكفاءة وليس لذوي الثقة ، وهو قول مردود عليه : فهل كانت الكفاءات المتواجدة والتي قامت على اكتافها القناة بلا كفاءة أو كفائتها ضعيفة ؟ وهي كفاءات كانت سبباً في انتشار القناة وإقبال المشاهدين عليها بسبب مصداقيتهم وأمانتهم ومهنيتهم ؟!!! ، وإن كنت تقول أنك اخترت الإعلامي أشرف عبد المنعم إستناداً إلى الكفاءة ، فقد اثبتت حلقة الأمس بما لا يدع مجالا لشبه شك أن الأستاذ الفاضل أشرف عبد المنعم ليس كفء لتقديم برنامج " في النور " بدليل أنه اعترف بنفسه أنه أول مرة يقدم برنامج توك شو في حياته ، وبدليل عدم خبرته في المجال القبطي والممارسة الإعلامية في ذات المجال خاصة وأنه رجل فن وموسيقى !! ونريد أن نعرف هنا ما إعلامي متخصص في الفن والموسيقى ببرنامج يتحدث ويرصد هموم قبطية ؟! .. إلا إذا كانت هناك نية مبيته من الأستاذ إيليا ثروت باسيلي لتجريف البرنامج من هدفه الأساسي ، فلو قدم أشرف عبد المنعم برنامجا فنياً أو موسيقياً من المؤكد أنه سينجح نجاحاً باهراً لان ذلك تخصصه ولأنه بحق خبرة في هذا المجال وكفء ، ورسالتي هنا إلى الأستاذ إيليا ثروت باسيلي : لا تطمس هوية قناة ائتمنك عليها والدك الراحل القديس ولا تجرفها من مضمونها والغرض الذي أنشأت لأجله ،فالتغيير الحقيقي ليس تغيير أشخاص بل سياسات تصب في المحتوى الجوهري الذي أنشأت القناة لأجله لكي تكون معبرة عن الكنيسة والأقباط وكل المصريين .. فلا تنقلب على تاريخ وحلم والدك رحمه الله وتذكر أن التاريخ يرصد ويسجل ، وأنا شخصياً لا مانع عندي أن يكون بكل القناة إخوة مسلمين أفاضل بشرط أن تحولها لقناة غير كنسية ، فلكل مقال مقام ، وتذكر قول الكتاب : " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " .




التعليقات
0 التعليقات

التعليقات