المصرية نت المصرية نت

recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

أبو بكر البغدادي حراً و حيا ً بيننا !


أبو بكر البغدادي  حراً و حيا ً بيننا  !

جرجس بشرى

بقلم / جرجس بشرى


اجتاحت الأوساط العالمية والعربية حالة من التخبط عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " في أحد الأنفاق شمالي سوريا ، وإعلانه مؤخرا مقتل المرشح الذي كان سيخلفه على زعامة التنظيم ، والعجيب أن هلل الكثيرون لموت البغدادي كما هللوا بالضبط لموت زعيم تنظيم القاعدة " أسامة بن لادن " ، متخيلين إن بموتهم قد اندحر الإرهاب ، كما أن الكثيرين وأنا منهم لن تنطلي عليهم هذه المسرحيات الهزلية على الإطلاق ، خاصة وأن أسامة بن لادن أو أبو بكر البغدادي أعلن عن موتهما مرات عديدة من قبل الإدارة الأمريكية لتحقيق أهداف سياسية ومكاسب انتخابية ، وثبت بعد ذلك كذب هذه التصريحات كذباً مبينا ً، وفي رأيي حتى لو ثبت وتبرهن لنا ــ جدلا ــ موت أبو بكر البغدادي ، أو المُرشح لخلافته أو حتى موت التنظيم كله والقضاء عليه عسكريا ً ، إلا أن الحقيقة التي يجب أن نعترف ونواجه بها أنفسنا بكل صراحة وشفافية ودون ضيق أو ضجر هي أن من صنعوا بن لادن والبغدادي ما زالوا أحياء ويمتلكون من القوة بكافة أنواعها ما يخلق كيانات أكثر شراسة من تنظيم القاعدة أو داعش أو جبهة النصرة أو ..أو.. ، فأمريكا هي التي صنعت داعش وتنظيم القاعدة وهذا باعتراف هيلاري كلينتون نفسها بأن أمريكا هي من صنعت المجاهدين في أفغانستان والعراق لتحقيق أهداف التوسعات الأمريكية في المنطقة ، والأهم إن الفِكر المتطرف لهذه التنظيمات لم يمُت بل ما زال حيا ً في نفوس معتنقيه وكانه عقيدة مقدسة ، فالأفكار الدينية المتطرفة التي تدحض على الإرهاب والقتل والذبح والنحر والسبي والإغتصاب والتي وظفتها الإدارة الأمريكية وإسرائيل عبر استخدام هذه الجماعات الإرهابية لبسط نفوذهما في المنطقة باسم الإسلام لتفكيك الدول العربية والإسلامية وحلب ثرواتها وبترولها تحت مسمى الجهاد في سبيل الله والتكفير أمر يحتاج إلى وقفة إسلامية وعربية موحدة من كافة المؤسسات الإسلامية عبر العالم مثل الأزهر الشريف وغيرها وبكافة اللغات لتبرئة الإسلام من الإرهاب ، ونشر التعاليم السمحة للإسلام التي تدحض على السلام والمحبة والعدل والمساواة والعيش المشترك وكل القيم الإنسانية بما فيها حرية العقيدة ، وفي رأيي لن يتأتى ذلك ـ أبدا ً ــ إلا يتنقية التراث الإسلامي من كل ما يسيء للإسلام وسماحته من أراء فقهية متطرفة لا تعبر عن صحيح الدين وتتصادم مع الإنسانية والسلام والعيش المشترك والحضارة و.. و.. وللعلم لا يحدث ذلك إلا بقرار بإجتماع الإرادتين معا وهما الإرادة السياسية متمثلة في رؤساء وأمراء وملوك الدول العربية والإسلامية والقائمين على رأس المؤسسات الدينية في هذه البلاد ، وأيضا من خلال خطاب إعلامي مسئول ، ومناهج تعليمية تكرس للمساواة والحب والسلام والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد في ظل وطن واحد ، وعبر قوانين رادعة من الدولة تقاوم بلا هوادة التمييز الديني في تولي المناصب والوظائف القيادية وبناء دور العبادة ، يا سادة إن اسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي سيعيشون دوما وسنرى وسيرى العالم منهما نسخا ً أكثر شراسة حتى لو وراى جسديهما التراب إن لم ننتفض جميعا ضد غول التطرف والإرهاب والتشدد واستحلال الدم ، أبو بكر البغدادي إن كان قد مات حقا فإن فكره ما زال حيا بيننا ينفث سمومه في بعض الزوايا والفضائيات و المؤسسات والوزارات والجامعات والمدارس التي تنشر التطرف وتحض على التمييز والسؤال الأهم هنا : أين يجاهد المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف الآن ، أين هو ولماذا لم نسمع له حس هذه الأيام ، لعل المانع خيرا ..!! ، وفي ذات الوقت يجب ألا ننسى الدور الهام للرئيس عبد الفتاح السيسي ومطالبه المتعددة في المطالبة بتصويب الخطاب الديني ، وأيضا لا يمكن إنكار أن هناك دورا يلعبه الأزهر الشريف وهو منارة للإسلام الوسطي حول العالم في نشر قيم التسامح والإعتدال والتأكيد على القيم المشتركة بين الأديان ، وتأثيمه لتنظيم داعش الإرهابي ،إلا أننا ننتظر منه المزيد وبكافة اللغات من مواصلة نشر قيم الإعتدال والسلام ونبذ العنف والإرهاب والتشدد والتأكيد على المشترك بين الأديان عبر الحوارات و المناهج التعليمية الأزهرية والمؤتمرات الدولية والكتيبات والندوات الداخلية المشتركة

( نقلا عن موقع بلدنا اليوم )





التعليقات
0 التعليقات

التعليقات